غلبا ما يصعب على الأسرة اكتشاف صفة التنمر عند أطفالها. وذلك عائد لعدة أسباب منها، أن يكون الطفل يتعرض للعنف المنزلي، أو الدلال المفرط حيث يقوم الوالدان بتحقيق كل مطالب الطفل بغية تعويض انشغالهم عنه. وفي كلا الحالتين نجد أن الشيء الأساسي الغائب هو الحوار.
فيكون اكتشاف هذا السلوك اما عبر المدرسة، أو الشكوى المتكررة من الجيران. علما أن أغلب الأولياء سيواجهون هذه الشكوى بمزيد من التعنيف أو التكذيب التام لها.
والطفل المتنمر يعتبر أيضا ضحية وبحاجة إلى متابعة نفسية لتعديل هذا السلوك.
لكن لماذا يتنمر الأطفال؟
أحد أهم الأسباب التي تدفع الطفل للتنمر هي جذب انتباه الآخرين له، فان لم يكن الطفل متميزا في أحد المجالات أو لا يتحصل على الثناء عند قيامه بشيء حين فإنه يلجأ إلى التقليل من شأن زملائه المتفوقين عبر إطلاق اشاعات عنهم والاعتداء الجسدي. مما يجعل من حوله ينتبه لوجوده وهكذا يخلق مكانة لنفسه في المجموعة.
التعرض المسبق للتنمر، وهنا يحاول الطفل التخلص من الضغط الذي يتعرض له بنقله وتسليطه على طفل آخر
التعرض للعنف سواء بطريقة مباشرة، أو عبر رؤية شخص يتعرض للتعنيف، وهنا أيضا ينتج من مشاهدة العنف في التلفزيون والألعاب الإلكترونية.
وتعالج كل هذه التصرفات عبر فتح باب الحوار مع الطفل والاستماع باهتمام لما سيقوله ويفصح به الطفل، الابتعاد عن ردود الفعل السريعة والمباشرة بل الانصات واخ وقت لتفهم سلوك واحاسيس الطفل لإيجاد حلول مناسبة له، فمجرد التحاور والانصات يعوض عنده حاجة جذب الاهتمام.
بالمعاملة الحسنة وتقدير الذات سيبتعد الطفل عن السلوك السلبي. لكن ان وجه بالتعنيف والكلام الجارح سينمو عنده التنمر ويعيش معه طيلة حياته
